من المواقف الجميلة التي تحفظتها زوجة لزوجها
عادة لا نقضي مع زوجي وقتا كثيرا نظرا لظروف الحياة، لكنه في مرة وعدني أننا سنخرج لنتمشى ليلا، فقدر الله أن دعاه أحد أصحابه إلى بيته ليلا، وليس من حقي أن أمنعه، لكني حزنت لأن خروجنا معا ليلا أو نهارا لمجرد التمشية مرات تعد على أصابع الكف الواحدة، ولأنه إن لم يحصل اليوم فغالبا لن يحصل خلال السنة القادمة. رغم أني لم أقل شيئا إلا أنه شعر بحزن مني، فقال: أعدك أني سأعود قبل العاشرة. وكان يغلب على ظني أنه لن يحدث، لأن زوجي كثيرا ما يجتمع بأصدقائه ولا يرجع قبل منتصف الليل إلا نادرا. كادت الساعة أن تصل للعاشرة وفي ظني أنه لن يأتي، وليس من عادتي أن أكلمه وهو أمام أصدقائه إلا لضرورة، لكني جهزت نفسي لعل وعسى. قبل الساعة العاشرة بدقيقتين فتح الباب، وكان واضحا عليه أنه أتى هرولة، فقال ونفسه كاد أن ينقطع : هل أنت جاهزة؟ لعل هذا اليوم كان أسعد يوم في حياتي. هذا الموقف لم يتكرر بعد ذلك، مشاغل الحياة، لكن هذا الموقف بقي في ذاكرتي وحفظت لزوجي هذا الاهتمام. قدرت له جدا أنه وفى بوعده، ولم يقل: هي زوجتي ... ستتفاهم ... لن يحدث شيء ... ليس من عادتها أن تغضب لمثل هذا ... هذا تفاهة ... كيف سأعتذر لصديقي؟ ....